15 يناير 2025 09:38
الرئيسيةالوطنيةالمغرب يخلد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال بفخر واعتزاز

المغرب يخلد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال بفخر واعتزاز

يحيي المغرب، اليوم السبت 11 يناير، الذكرى الـ 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، محطة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني من أجل تحرير البلاد وتحقيق سيادتها تحت قيادة العرش العلوي المجيد. يمثل هذا الحدث لحظة حاسمة تجسد إرادة الشعب المغربي وتصميمه على الدفاع عن قيمه ومقدساته.

تحتفل أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بهذه الذكرى في أجواء تعكس روح الوحدة الوطنية والاعتزاز بالماضي المجيد، حيث يتم استحضار معاني النضال الوطني وأهمية تلاحم العرش والشعب في مواجهة التحديات.

في مطلع القرن العشرين، كان المغرب يعاني من التقسيم الاستعماري بين الاحتلالين الفرنسي والإسباني، إلى جانب المنطقة الدولية في طنجة، مما فرض تحديات جسيمة على مسار الكفاح الوطني. إلا أن الشعب المغربي أبدى مقاومة شرسة عبر انتفاضات شعبية ومعارك مسلحة في مختلف المناطق، فضلاً عن النضال السياسي ضد الاستعمار وقوانينه التمييزية، خصوصًا خلال الأعوام 1934 و1936.

مع اعتلاء جلالة المغفور له الملك محمد الخامس عرش المملكة في عام 1927، أطلق جلالته دينامية جديدة للمقاومة الوطنية. وفي مؤتمر آنفا التاريخي سنة 1943، بادر جلالته بطرح قضية استقلال المغرب أمام القوى العالمية، مؤكدًا دعم المملكة للحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ما لقي دعمًا من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.

وشكّلت وثيقة المطالبة بالاستقلال، الموقعة من قبل 67 شخصية وطنية، من بينهم امرأة، خطوة محورية في هذا النضال. تضمنت الوثيقة مطالب صريحة بتحقيق الاستقلال في إطار قيادة جلالة الملك محمد الخامس، والانخراط في منظومة الدول الداعمة لوثيقة الأطلنطي، مع الإشارة إلى ضرورة إرساء نظام سياسي شوري يحمي حقوق الشعب.

وفي عام 1947، خلال زيارته التاريخية إلى طنجة، جدّد المغفور له محمد الخامس مطالب الاستقلال رغم الضغوط الاستعمارية التي بلغت ذروتها مع نفيه، وهو القرار الذي أجج روح المقاومة لدى الشعب المغربي. وأسفرت هذه الجهود عن عودته الظافرة وإعلان استقلال المغرب سنة 1956.

هذه الذكرى تجدد ارتباط المغاربة بقيمهم الوطنية والتضحيات التي بذلوها من أجل الحرية والسيادة، وترسّخ الروابط التاريخية العميقة بين العرش والشعب في ملحمة التحرير الوطني.